صدقت الرويا) ومثل هذا ليس من البداء بشئ ولا من تأخير البيان عن وقت الحاجة.
وبعض الآيات مثل قوله تعالى: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين) لا دلالة فيها الا على أن الايمان يمنع من العذاب.
وهذا مدلول آيات كثيرة وروايات متواترة وقد ورد في تفسيرها ان يونس على نبينا وآله وعليه السلام اخبرهم بالعذاب ان لم يتوبوا، ولم يؤمنوا، وهذا لا يجعله معرضا لتكذيب المكذبين نعم ورد في تفسيرها في بعض الروايات انه اخبرهم بالعذاب، ولم يقيده بعدم الايمان والاستمرار على الكفر والعصيان، وظاهر هذه الأخبار وان كان يجعل النبي معرضا للتكذيب الا انه يمكن ان يقال: ان عدم تقييده نزول العذاب بعدم الايمان في اللفظ كان اتكالا على القرينة المعلومة، وهي عدم نزول العذاب بعد الايمان لأنه ظن بهم عدم الايمان وخرج من بينهم لظنه ذلك لا لان العذاب كان محتوما عليهم غير موقوف بعدم الايمان ولذا أمرهم العالم بالايمان والتوبة.
هذا. ويمكن ان يقال ان الاخبار بنزول العذاب كان اخبارا بمقدماته، واشرافه عليهم كما في قوله تعالى: (ولما ورد ما مدين) وكما قيل في تفسير قوله تعالى: (ان منكم الا واردها).
هذا مختصر الكلام في الآيات التي قيل باخبارها عن وقوع امر وقع فيه البداء من غير تقييد بأنه موقوف يمكن ان يقع فيه البداء.
واما الأحاديث فهي مع الغض عن ضعفها من حيث السند أو المتن أو كليهما وقوة الأحاديث الدالة على أن الله لا يكذب رسله بحيث لو وقعت المعارضة بينها وبين هذه الأحاديث يجب الاعتماد عليها وترك هذه الأحاديث ورد علمها إليهم عليهم السلام على طوائف.
منها ما ورد في وقوع البداء في إسماعيل ابن سيدنا الامام أبى عبد الله جعفر الصادق عليه السلام وفى أبى جعفر محمد بن مولانا الامام أبى الحسن على الهادي عليه السلام الا انه لا دلالة في ما ورد فيهما على الاخبار بوقوع امر فيهم كالإمامة وغيرها قبل موتهما حتى