عندهم في التوراة والإنجيل.
وقال عز من قائل: ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل.
وقال تعالى شانه: وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل انى رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول الله يأتي من بعدي اسمه احمد.
الا ترى انه لا يسمع من أهل الكتاب ادعا وقوع البداء في مثل هذه النصوص كما لا يسمع ادعا الإمامة من غير الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام ولا يسمع ادعا المهدوية ممن ليس موصوفا بالصفات والسمات المذكورة لمولانا المهدي عليه السلام وبابي هو وأمي، بدعوى وقوع البداء في ذلك، ولا يسمع دعوى النبوة بعد النبوة الخاتمية المحمدية بدعوى وقوع البداء في خاتميته.
والحاصل ان وقوع البداء في هذه التنصيصات، والتعريفات وما به يعرف المحق من المبطل، والآيات والعلامات والملاحم لا يوافق حكمة الله تعالى، ومفسد لنظام النبوات، ويبطل الاتكال على التنصيصات واخبار الأنبياء والأوصياء، ولذا لم يحتمل أحد في قصة صلح الحديبية جواز وقوع البداء فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله من فتح مكة المكرمة، ولم يرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم اعتراض المعترض المنافق بعدم لزوم وقوعه في هذا العام لجواز وقوع البداء فيه بل اجابه بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقيده بهذا العام قال الله تعالى: لقد صدق الله رسوله الرويا بالحق لتدخلن المسجد الحرام أنشأ الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين.
المبحث السابع ربما يتوهم استفادة وقوع البداء في بعض ما نص الله والنبي أو الولي به من بعض الآيات والروايات مثل قوله تعالى:
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة، وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة.
وقوله تعالى: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعنا هم إلى حين.
ومن الروايات مثل ما ورد في وقوع البداء في إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وفى أبى جعفر محمد بن الإمام على النقي عليه السلام.