ومن الأحاديث التي قيل بدلالتها على وقوع البداء فيما أخبر به الأنبياء: ما فيه الاخبار بموت شخص لم يتفق موته في الوقت المعين مثل الحديث المروى عن أمالي الصدوق بسنده عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله الصادق جعفر بن محمد: عليهم السلام ان عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال: ما لهؤلاء قيل: يا روح الله ان فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه قال: يجلبون اليوم ويبكون الغد فقال قائل منهم: ولم يا رسول الله؟ قال: لان صاحبتهم ميتة في ليلتها هذه فقال القائلون مقالته: صدق الله وصدق رسوله، وقال أهل النفاق؟ ما أقرب غدا فلما أصبحوا جاؤوا فوجدوها على حالها لم يحدث بها شئ فقالوا: يا روح الله ان التي أخبرتنا أمس انها ميتة لم تمت فقال عيسى على نبينا وآله وعليه السلام:
يفعل الله ما يشاء فاذهبوا بنا إليها فذهبوا يتسابقون حتى فزعوا الباب فخرج زوجها فقال له عيسى عليه السلام: استأذن لي على صاحبتك قال: فدخل عليها فأخبرها ان روح الله وكلمته بالباب مع عدة قال: فتحذرت فدخل عليها فقال لها: ما صنعت ليلتك هذه؟ قالت: لم اصنع شيئا الا وقد كنت اصنعه فيما مضى انه كان يعترينا سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها، وانه جاني في ليلتي هذه وانا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغل فهتف فلم يجبه أحد ثم هتف فلم يجب حتى هتف مرارا فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى نلته كما ننيله فقال لها: تنحى عن مجلسك فإذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاض على ذنبه فقال عليه السلام بما صنعت صرف عنك هذا.
وما روى عن العيون بسنده عن النوفلي يقول: قال الرضا عليه السلام سليمان المروزي: ما أنكرت من البداء يا سليمان والله عز وجل يقول: (أو لم ير الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) ويقول عز وجل (وهو الذي يبد الخلق ثم يعيده) ويقول (بديع السماوات والأرض) ويقول عز وجل (يزيد في الخلق ما يشاء) ويقول: (وبدا خلق الانسان من طين) ويقول عز وجل: (وآخرون مرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم) ويقول عز وجل (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا