وما يحصل شرطه وما لا يحصل، وما هو محتوم ليس مشروطا بشئ لكيفيات وجود الأشياء، وخلقها، وشرايطه، وجميع ما هو مرتبط بها معلومة لله تعالى من الأزل كما لا ينافي علمه بكل هذه الأمور وقوع البداء فيها.
ويمكن ان يقال والله أعلم به: ان البداء يقع في قدر الله تعالى دون قضائه، فما قدر الله تعالى من تأثير الأشياء وخواصها وآثارها وكونها أسبابا لمسببات خاصة ليس محتوم الوقوع بل يمحو اثر بعضها ببعض الأمور المادية التي يستند في الانسان محوه به لأنسه بذلك التأثير والتأثر والغير المادية كالدعاء والتوكل وصلة الرحم فالبداء في هذه الأمور معناه أمران أحدهما ان ما قدر من الآثار والتأثيرات للأشياء لا يجب ان يحقق مطلقا بل يمكن ان يمنعه تقدير الله الاخر، وما قدر من الأثر لشئ آخر من الأمور المادية أو غيرها كصلة الرحم والدعاء ولا ينافي علمه أزلا بما ينتهى إليه ذلك التقديرات المقدرة. وثانيهما ان الله تعالى يمنع من هذه المقدرات فيجعل مثلا النار التي من شانه الاحراق بتقدير الله على عبده بردا وسلاما ويمنع تأثير السيف والحديد على مولانا الرضا عليه السلام ويدفع البلا عن عبده بالدعا وهذا بخلاف ما تعلق به قضاؤه تعالى فإنه يقع لا محالة وكل ذلك من شؤون قدرته وحكمته والله هو العالم بحقايق الأمور.
المبحث السادس لا مجال للريب في أنه لا يقع البداء المعقول الذي جاءت به الآيات والروايات فيما أخبر الله تعالى ورسله به عباده لأنه موجب لتكذيبه تعالى أو تكذيب رسله بل هو مختص بما هو علمه مخزون مكنون عند الله تعالى وعند أوليائه المأمونين على أسراره المودعة فيهم لم يخبروا الناس عنه.
ويدل على ذلك طائفة من الروايات مثل رواية الفضيل بن يسار: قال سمعت أبا