مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١١١
جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلم علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون لا يكذب نفسه ولا ملائكته، ولا رسله وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويثبت ما يشاء.
وعلى هذا ليس البداء في مثل تنصيص الأنبياء بعضهم على بعض وفى تنصيصهم على خلفائهم، وأوصيائهم كتنصيص الأنبياء الماضين على نبوة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وتنصيصه على الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام، واخباره، عن الملاحم والمغيبات كشهادة أمير المؤمنين عليه السلام وشهادة مولانا أبى محمد الحسن السبط الأكبر عليه السلام بالسم وشهادة أبى عبد الله سيد الشهداء عليه السلام بالسيف بالطف، وشهادة عمار وانه تقتله الفئة الباغية، وغيرها من اخباره الغيبية.
كما أنه ليس البداء ما وعد الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وآله في القرآن المجيد وأخبره به من الحوادث المستقبلة كظهور الاسلام على جميع الأديان وخروج دابة الأرض، وخلافة المؤمنين في الأرض، وعجز البشر عن الاتيان بمثل سورة من القرآن إلى الأبد والى آخر الدهر وغيرها دون غير ذلك مما لم يخبر الله تعالى له ولا أنبياؤه وخلفاؤه بالتنصيص.
ولولا ذلك لبطل تنصيصات الرسل على من يأتي بعدهم من الأنبياء، ولما تم الاستدلال بتنصيص الأنبياء على نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين مع أن الله تعالى احتج بذلك في كتابه الكريم قال الله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.
وقال سبحانه وتعالى: الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»