ذلك أن أعظمية البداء تناسب قصة إسماعيل المشهورة بين الناس المعروفة بالعظمة والتي هي من أعظم الشواهد على تسليم المؤمن الموحد لربه تعالى قال الله تعالى: قال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني أنشأ الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه ان يا إبراهيم قد صدقت الرويا انا كذلك نجزى المحسنين. ان هذا لهو البلا المبين وفديناه بذبح عظيم.
وعلى كل ذلك فالمراد بوقوع البداء فيهما ليس وقوعه في امامتهما لما دلت من الروايات المصرحة بامامة الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام فانا يرد علم هذه الأحاديث لو صحت وسلمت مما يرد عليها من المناقشات السندية والدلالية إليهم عليهم السلام أو يحمل على بعض المحامل الصحيحة مثل ان بقاء إسماعيل وهكذا محمد إلى بعد مضى والدهما كان موقوفا على أن لا يصير ذلك سببا لتوهم امامتهما أو موقوفا على أن لا يظن امامتهما في حياة أبيهما وهذا حمل صحيح بل استظهار مستقيم من مثل قوله ما بدا لله بدا كما بدا في إسماعيل ابني سيما بقرينة الروايات المتواترة الناصة على امامة الأئمة عليهم السلام المروية بالطرق الصحيحة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا وقد سمعت ان الصدوق خريت صناعة الحديث وامام أهله وحامليه فسر هذا الحديث بأنه عليه السلام يقول: ما ظهر لله امر كما ظهر في إسماعيل ابني إذا اخترمه قبلي ليعلم انه ليس بامام بعدي.
هذا وقد سمعت ما احتملنا أيضا في مفاد الخبر والله أعلم.
وقال: حبر الطائفة الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه في (تصحيح الاعتقاد):
قول أبى عبد الله عليه السلام: ما بدا لله في شئ كما بداله في إسماعيل فإنما أراد به ما ظهر به من الله تعالى فيه من دفاع القتل عنه وقد كان مخوفا عليه من ذلك مظنونا به فلطف له في دفعه عنه وقد جاء في الخبر بذلك عن الصادق عليه السلام فروى عنه " ص " انه قال: (ان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسألت الله في دفعه عنه فدفعه