مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ٢ - الصفحة ١٠٥
الانسان التحفظ ودفع العدو.
نعم قد يكون ذلك من الأمور المحتومة بحيث لو لم يقتل في هذا الوقت لكان يموت فيه بحتف الانف وهذا أيضا وان كان بلحاظ ان موته بحتف الانف موقوف على عدم موته بالقتل يكون من الأمور البدائية الا انه بملاحظة ان زهاق روحه في هذا الزمان كان محتوما لا يقع فيه البداء وان كان أيضا من الأمور البدائية بلحاظ جواز وقوع البداء فيه عقلا لولا كونه في تقدير الله تعالى من الأمور المحتومة التي لا يقع فيه البداء.
نعم لم يبحث عن مثل هذه الأمور في مبحث البداء واختصوا البحث فيه بالأمور التي يقع تحت سيطرة عالم الغيب، وما لا يعد من الأسباب المادية كالدعاء والصدقة وغيرها مع أن ملاك البحث والنفي والاثبات بالنسبة إليهما واحد.
وبعبارة أخرى نقول: ان الأسباب سواء كانت ظاهرة مرئية محسوسة أو كانت غيبية مخفية تقتضي تحقق مسبباتها بإذن الله تعالى وتقديره وتمنع عن وقوعها موانعها سواء كانت ظاهرة أو غيبية وحيث إن الكل مستند إليه وهو جاعل الأسباب وفاعلها وخالق موانعها ويقدرها ولو باقداره العبد عليها وان كل ما يجرى في العالم يجرى بإرادة الله تعالى التكوينية فهو الماحي والمانع إذا منع المانع الظاهري أو الغيبي السبب، كذلك عن تأثيره وهو المثبت إذا اثر السبب في مسببه وتحقق سواء كانا من هذا أو من ذاك فالمرض الكذائي يمنع المريض من أن تمتد حياته إلى اجله المسمى فيمحو الله تعالى ذلك بالصدقة وصلة الرحم ويثبت حياته ويؤخر في اجله. والشخص الصحيح تقتضي صحته بقائه إلى اجله المسمى ويمنع من ذلك بعض أعماله السيئة، كل ذلك بإذن الله تعالى وتقديره في نظامه الأتم الأحسن الذي قرره في خلقه.
ويمكن ان يقرر هذا بوجه آخر وهو ان يقال: ان الأسباب الظاهرية العادية التي تتحقق في عالمنا المحسوس والشهادة تقتضي تحقق مسبباتها، فكما انه يمحي اثرها
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»