مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٧٩
وإذا كان كون الرجل من رؤساء الشيعة قدحا، فما يقول هؤلاء في رؤسائهم، مثل:
سلمان، وأبي ذر، والمقداد، وعمار بن ياسر (1)، وغيرهم من الصحابة المعروفين بالوفاء والولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، ومن التابعين لهم باحسان؟ وما يقولون في أئمة الشيعة المعصومين، الذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرا؟ وما يقولون في شأن أول من سن التشيع، رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو الذي لقب المؤتمين بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) بالشيعة، وبشرهم بأنهم خير البرية؟
هذا، ويسئل عن حال من جرح أبا مريم الأنصاري، هل هو مرضي عند علماء الجرح والتعديل من أهل نحلته؟ فابن معين يتهم مثل أحمد بن حنبل بالكذب، وقال المقبلي (نجد أحدهم ينتقل من مذهب إلى آخر بسبب شيخ أو دولة أو غير ذلك من الأسباب الدنيوية والعصبية الطبيعية). وقال ابن معين (ان مالكا لم يكن صاحب حديث، بل كان صاحب رأي). وقال الليث بن سعد (أحصيت على مالك سبعين مسألة، وكلها مخالفة لسنة الرسول (صلى الله عليه وآله)).
وقالوا في غيرهم من أئمتهم ما قالوا (2). وعلى هذا لا يبقى اعتماد على أقوالهم في الجرح والتعديل المبتنية على ما سمعت في تعرف أحوال رجال الشيعة والمتشيعين ورواة فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، ولا يجوز الركون عليها.

(١) قال الكاتب الشهير محمد كرد علي وهو من أبناء السنة في كتابه خطط الشام (٦ - ٢٤٥):
عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة علي في عصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل سلمان الفارسي القائل (بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمام بعلي بن أبي طالب والموالاة له). ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول (امر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة) ولما سئل عن الأربع قال (الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج). قيل: فما الواحدة التي تركوها؟ قال (ولاية علي بن أبي طالب). قيل لها: وانها لمفروضة معهن؟ قال (نعم هي مفروضة معهن) ومثل أبي ذر الغفاري وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت وأبي أيوب الأنصاري وخالد بن سعيد بن العاص وقيس بن سعد بن عبادة، وكثير أمثالهم.
(٢) يراجع في ذلك أضواء على السنة المحمدية ص ٢٨٩، والعتب الجميل وغيرهما.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»