مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٨٤
وأخرجه ابن البطريق بسنده عن الثعلبي في تفسيره (1).
الطريق الرابع: ما أخرجه الحافظ الشهير أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي، المعروف بابن عساكر (ت 571) قال:
(أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، أنبأنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد، أنبأنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، أنبأنا عباد بن يعقوب، أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله، عن علي بن أبي طالب، قال:
(لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (يا علي! اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام، وأعد قعبا من لبن - وكان القعب قدر ري رجل - قال: ففعلت، فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) (أجمع بني هاشم) وهم يومئذ أربعون رجلا أو أربعون غير رجل، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطعام، فوضعه بينهم، فأكلوا حتى شبعوا، وان منهم لمن يأكل الجذعة بادامها، ثم تناولوا القدح، فشربوا حتى رووا وبقي فيه عامته، فقال بعضهم: ما رأينا كاليوم في السحر يرون أنه أبو لهب.
ثم قال (يا علي! اصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعد بقعب من لبن) قال: ففعلت، فجمعهم، فأكلوا مثل ما أكلوا بالمرة الأولى، وشربوا مثل المرة الأولى وفضل منه ما فضل في المرة الأولى فقال بعضهم (ما رأينا كاليوم في السحر).
فقال في المرة الثالثة (اصنع رجل شاة بصاع من طعام، وأعد بعقب من لبن) ففعلت، فقال (أجمع بني هاشم) فجمعتهم، فأكلوا وشربوا، فبدرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالكلام، فقال (أيكم يقضي ديني ويكون خليفتي ووصي من بعدي؟) قال: فسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام، فسكت القوم، وسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله، فأعاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام الثالثة. قال: واني يومئذ

(١) العمدة لابن البطريق الفصل الثالث عشر.
(٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 ... » »»