مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٦٠
وأساليبهم الكافرة، ويتجنبوا ما يورث التفرق بين الأفراد والجماعات، والاختلاف في الآراء المذهبية وتكرارها، في صحفهم ومجلاتهم، وعلى لسان وفودهم إلى الأقطار.
فالجيل الحاضر لا يكاد يقبل هذه العصبيات المذهبية، وهو يرى أن الأصول الأولية الجامعة للمسلمين، والمقوية لكيانهم، أصبحت معرضة لخطر الإلحاد وأفكاره الهدامة، بالإضافة إلى أن ذلك يزيد البلاء والمرض، ويورث عصبيات غيرهم وحساسياتهم ويدعو إلى الظن بهذه الجمعية التي نود أن تقف في وجه عملاء الاستعمار، وتعمل لتحرير بلاد الإسلام من سلطة الحكومات العميلة.
وقد أوفدت جمعية رابطة العالم الإسلامي ممثلين وهيئات إلى البلدان الإسلامية، وهذا عمل كبير، وكلما كان الوفد أوسع فكرا، وأبعد نظرا، وأكثر تجنبا للعصبيات المذهبية، وأعرف بواقع العالم الإسلامي ومشاكله، وأكثر إخلاصا، كانت ثمراته أكثر ومنافعه أوفر. وبالعكس تماما لو كان الوفد غير خبير، ومتحيزا لفئة دون غيرها، ناظرا إلى العالم الإسلامي وجماهيره بمنظار مذهبه الشخصي ورأيه السياسي، غير عابئ بالمسائل العامة التي اتفقت عليها آراء جميع الفرق، فإنه لا يعود إلا بالضرر والفشل والتنازع المنهي عنه في الكتاب العزيز.
وما أدراك ما إيران إيران، وما أدراك ما إيران؟ إيران المجاهدة، إيران الصامدة في وجه الاستعمار بفضل نضال شعبها وعلمائها المجاهدين، إيران التي أنجبت للإسلام والمسلمين علماء أعلاما ورجالا عباقرة، وكتابا ومحدثين، وفلاسفة ومتكلمين وغيرهم، إيران التي كانت ولا تزال محطا لنظر الاستعمار بكل صوره وأشكاله، والتي حاول بكل جهده القضاء على كيانها الإسلامي وروحيتها المؤمنة، ولم ينجح والحمد لله كما نجح في بعض البلاد. إيران التي بقي شعبها ملتزما بالمظاهر الإسلامية والأحكام الدينية، إلا من فتن منهم بالأساليب الغربية والدعايات الفارغة الكاذبة المضللة.
إيران التي ضحت وتضحي كل يوم في سبيل الدفاع عن الإسلام وأحكام القرآن، لقد ضحى علماءها الأعلام، وطلبة العلوم الإسلامية والعصرية، المؤمنون بالله
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»