مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه، والتي لا يرضى الله تعالى بالاستخفاف والاستهانة بها.
وإذا لم تجابه أساليب الاستعمار لدفعها عن وطننا الإسلامي وإبعادها عن أراضينا، ومحو آثارها من اقتصادياتنا، وتعطيل انعكاساتها على حكوماتنا ومدارسنا وكلياتنا وجامعاتنا ومعاهدنا العلمية الأخرى، فلا يمكننا بأي شكل أو سبيل بناء صرح إسلامي جديد.
لذلك فإننا نقول: إن حجر الأساس في تحقيق هذه الأهداف، هو التمسك بحبل الله، والاعتصام به وبأحكامه وشرعه ومنهاجه القويم، والعمل لتحكيم النظام الإسلامي في جميع نواحي حياتنا المادية والمعنوية، واجتماع المسلمين على صعيد واحد، تحت لواء واحد، وفي وطن واحد، وفي ظل سلطان الله وسلطان حكمه، وتطبيق الكتاب والسنة، على جميع المظاهر والظواهر.
وهذا يتطلب تيقظا أكثر، ووعيا أوفر، واتحادا أوثق، واتفاقا أضمن، ومجالا أوسع، وأفرادا صلحاء أنور ضميرا، وأوضح تفكيرا.
ونكاد لا نجد مسلما - شيعيا أو سنيا - لا يرى ضرورة اتحاد الكلمة وتحقيق الوحدة الإسلامية، وحدة تشمل الجماهير المفترقة، والجماعات المتفرقة في ظل حكومات مسماة بأسماء ليست من الإسلام في شئ، وحدة تعم جميع الفرق والمذاهب، ليعيشوا في ظلها إخوانا يشد بعضهم أزر بعض، ويكونوا كالجسد الواحد، إذا شكا منه عضو، تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والسهر.
معوقات وحدة الكلمة كان المانع من تحقيق هذا الهدف المقدس إلى الآن، هو الاستعمار (الحربي والعسكري أو الاقتصادي أو الثقافي) ومن ثم حب الدنيا والمال والجاه، وعدم تقيد أغلب الرؤساء والأمراء والملوك والحكام بنظم الإسلام، وعدم مراعاتهم لمصالحه.
(٣٥٥)
مفاتيح البحث: الهدف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 349 350 351 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»