مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٥٧
السلطات التي ابتدعت وأوجدت لحفظ منافع الأعداء ومصالحهم، والقضاء على المناهج الإسلامية السامية، والبرامج الدينية الرفيعة، وكذلك الحركات التي تطالب بالرجوع إلى أحكام الإسلام، ابتدأت تقطف ثمار النصر والنجاح. ففي تركيا، مثلا، تشكلت وزارة ائتلافية بمنتهى الغرابة، من حزب الشعب الجمهوري، ذي الميول العلمانية، ومن حزب الإنقاذ الوطني، ذي الاتجاهات الدينية المحافظة، والذي يتزعمه نجم الدين أربيكان، ويدعو أربيكان إلى مكافحة الميوعة ومحاربة تردي الأخلاق، كما يبدو في أحاديثه وتصاريحه حنين إلى الإمبراطورية العثمانية، وقد وافق أجاديد زعيم حزب الشعب على أمور طالبه بها شريكه في الحكم، منها إعادة فتح المدارس الثانوية، وتدريس الأخلاق في الكليات وغير ذلك (1).
واجب العلماء والمصلحين بعد هذا العرض للمشاكل الإسلامية المعاصرة، يطرح السؤال التالي نفسه:
ما هو واجب العلماء والمصلحين في هذه الأدوار؟ وما الذي يجب عليهم أن يقوموا به لبناء المجتمع الإسلامي الصحيح؟
والإجابة على هذا تنحصر في النقاط التالية:
1 - يجب على العلماء والقادة، تشجيع الجماهير الإسلامية، ولا سيما الشباب منهم، على الاتجاهات الدينية، والتمسك بالآداب والسنن الإسلامية، ورفض العادات الأجنبية، وتحذيرهم من مكايد الاستعمار وشراك الإلحاد الصهيوني والتبشيري والشيوعي، ونهيهم عن التفرق والتشتت والتمزق والاستبداد، وعن الركون إلى دعاة الكفر والضلال. قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) (2).

(1) حضارة الإسلام، ع، ص، س.
(2) المائدة - 54
(٣٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 ... » »»