مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٥٨
وقال عز من قائل (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه) (1).
2 - على العلماء العاملين أن يعلنوا بطلان أي منهج وسياسة وقيادة ونظام، غير الإسلام، فإن الحكم لله وحده، أمر أن لا يعبد ولا يطاع غيره، ولا يحكم إلا بحكمه (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (2).
3 - على العلماء والقادة المصلحين إنشاء جمعيات من ذوي العزائم، المخلصين والغيارى على الإسلام وكتابه وسنته، لتقوم بمهمة الصلة بين الجماعات المسلمة في شتى الأقطار، وتؤيد الحركات الدينية المؤيدة بنص من كتاب أو سنة أو زعيم ديني، والمنبثقة من الجماهير، ولا سيما من الشباب والطلاب والطبقة المثقفة الواعية، وتوفد إلى البلاد المعتنقة للدين الإسلامي من يطلع على شؤونهم، ويدرس مستواهم الثقافي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي والحكومي، ويدرك مشاكلهم ومتطلباتهم وحاجاتهم المعنوية والمادية، وما يعانونه من الأعداء. وإنهم لو غفلوا أو تغافلوا عن ذلك، خسروا كيانهم ومجدهم، ودينهم ودنياهم، وتجارتهم وأخلاقهم.
رابطة العالم الإسلامي إن رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، قبلة المسلمين، والبلد الحرام الذي يؤمه مئات الآلاف من الحجيج في كل عام، يأتون من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله أياما معلومات، هذا البلد الأمين مشرق شمس نبوة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والمدينة المنورة مهجره وحرمه ومرقده، وحسبنا مكة والمدينة، بما ترمزان إليه، لتكونان رابطة للعالم الإسلامي.
وحسبنا هذا الحجيج رابطة تربط جميع أقطار العالم الإسلامي بعضها ببعض، فالحج

(1) المجادلة - 22 (2) المائدة - 44.
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»