مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٦٤
يجب على الوفد أن ينظر إلى هذه الفكرة القومية الخبيثة التي جزأت العالم الإسلامي ومزقته شر ممزق، ونبذت تعاليم الكتاب والسنة في المجتمعات المسلمة؟ فكأنكم تصوبون وتؤيدون مبدأ العلمانية، فلا تناقشون الحكومات في هذه المسائل، وفي كل ما له دخل بالسياسة، ولا تحثون الشعوب على أن يكونوا صفا واحدا أمام هذه التيارات الملحدة والسياسات المخزية، وكأن هذه الأمور الخطيرة ليست هما للمسلمين ولا تشكل منعطفا خطيرا وصعبا للعقيدة، بل تناقشون فقط زيارة المشاهد المشرفة، وما رأيتم في مسجد سبسهالار من صورة النبي (صلى الله عليه وآله) وصورة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)؟! هذا المسجد الذي وضعت الحكومة ومديرية الأوقاف يدها عليه، وهتكت حرمته بحجة أنه أثري، فسمحت للكفار بزيارته، للاستئناس به والتفرج عليه، ومن جراء ذلك عطلت الجماعة ومجالس الوعظ وقراءة القرآن والتفسير فيه، كما هو الشأن في مئات المساجد العامرة بالصلاة، وإقامة الجماعة والجمعة، ومجالس الوعظ ودرس القرآن والتفسير، في طهران وحدها، فضلا عن سائر المدن.
ألم يعلم الوفد، أم لعله لم يشأ أن يعلم، أن كثيرا من العلماء الأفذاذ، والخطباء الغيارى على الإسلام، هم إما سجناء، أو مبعدون عن الأهل والوطن، لا لشئ إلا لقيامهم بالواجب الديني من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولوقوفهم ضد اليهود والحركات الصهيونية.
ماذا زار؟ وبمن التقى؟
... لم يلتق وفد الرابطة في طهران ومشهد الرضا وقم المقدسة بالعلماء المجاهدين الربانيين الذين كرسوا حياتهم وأفنوا عمرهم في سبيل الدفاع عن الإسلام وأحكامه، وهم قمم وأعلام في شتى العلوم والمسائل الإسلامية. نعم لم يلتق الوفد إلا بمن سمحت مديرية الأوقاف بزيارته ولقائه... لم يزر الوفد، في قم المشرفة، الجامعة العلمية ومعاهدها التي تدرس فيها المعارف الإسلامية، والتي هي مقر الأساتذة الجهابذة، والعلماء والخطباء، والكتاب والمؤلفين، كالمدرسة الفيضية، ودار الشفاء، والحجتية
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»