مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٦٥
وأمثالها، عند القاء المحاضرات العلمية، وإقامة الجمعة والجماعة، التي تشترك فيها المئات من حملة العلم والعلماء والزهاد والطلاب، وقد لا يكون لها نظير في العالم الإسلامي، كما لم يزر مئات المساجد في قم عند أوقات الصلاة، ليرى بأم عينيه اهتمام الشعب الإيراني بإقامة الصلاة جماعة، كما لم يزر المدارس الدينية ببلدة قم المقدسة، كالمدرسة الصادقية، والجوادية، والرضوية، والمنتظرية، والعلوية، والكرمانية، والحجتية الكبرى، ودار الفقاهة، ومدارس آية الله الگلپايگاني، وآية الله المرعشي.
... لم يزر الوفد، المكتبات العامة الكبيرة، المليئة بنفائس الكتب المخطوطة والمطبوعة لعلماء الشيعة والسنة، كمكتبة الإمام آية الله البروجردي ومكتبة آية الله المرعشي وغيرها، كما لم يزر الجامع الكبير الذي أسسه وبناه أخيرا الإمام الراحل السيد البروجردي، تغمده الله برحمته، والذي يعد من أكبر المساجد، ومن أكبر مراكز العلم ونشر الثقافة الإسلامية، ويلقي فيه مراجع الشيعة محاضراتهم العلمية على جمع غفير من الطلاب والعلماء، في الفقه والأصول، ليرى مدى اهتمام الشيعة بأمر المساجد، كما لم ير الوفد في قم من ثمانية آلاف طالب علم، إلا النفر القليل المشتغلين في بعض فروع الحوزة العلمية.
فلو كان قد زار المراكز التي أشرنا إليها، وجالس أصحاب السماحة العلماء للنقاش والبحث، حول المسائل الإسلامية واطلع على آرائهم السديدة وحججهم البالغة وأدلتهم الدامغة، لما أخذ على الإيرانيين والشيعة ما أخذ عليهم في رسالته، ولعدل عن تفكيره الباطل حول عقائد الشيعة، ولا سيما عقيدتهم في أهل البيت (عليهم السلام)، ولعلم أن الشيعة، هم أشد المسلمين وأكثرهم سدادا في التوحيد، وفي تعظيم معالم النبوة والرسالة.
ولم يكن حال الوفد في مشهد سيدنا الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بأحسن منه في قم، بل كان أسوأ، فإنه لم يلتق في تلك الربوع المشرفة بالعلماء الذين قلما يوجد مثلهم، اللهم إلا ببعض منهم، بطريق رسمي، كما لم يساعده التوفيق للالتقاء بالعلماء المصلحين المجاهدين المقاومين للتيارات الإلحادية والأنظمة غير الإسلامية.
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»