مجموعة الرسائل - الشيخ لطف الله الصافي - ج ١ - الصفحة ٣٤٦
ثم لا يخفى عليك أنه قد استدل على ولاية الفقهاء في عصر الغيبة بطائفة من الأحاديث المروية في كتاب القضاء من جوامع الحديث، وقد أخرج شطرا منها الفاضل النراقي في عوائده في العائدة الرابعة والخمسين، لكن الاستدلال بأكثرها لا يخلو عن مناقشة ونظر. ولعل أقواها نصا في الدلالة التوقيع الرفيع الذي أخرجه شيخنا الصدوق في كمال الدين، قال:
حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب، قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد [ت في] في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)... إلى أن قال:
(وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم).
وقال في آخر التوقيع:
(والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى) (1) ورواه شيخنا الطوسي رضوان الله عليه في كتاب الغيبة قال:
وأخبرني جماعة، عن جعفر بن محمد بن قولويه وأبي غالب الزراري وغيرهما، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن إسحاق بن يعقوب، قال سألت محمد بن عثمان العمري رحمه الله أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام)... إلى أن قال:
(وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله (عليكم)...
إلى قوله عليه السلام:
والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب، وعلى من اتبع الهدى (2)

(1) كمال الدين ج 2 ص 485، 483 ب‍ 45، حديث 4.
(2) غيبة الشيخ: حديث 247 ص 290 و 293.
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»