كربلاء ، الثورة والمأساة - أحمد حسين يعقوب - الصفحة ٩٤
وضرب الأبدان، وتناول النفوس المحرمة، وتضييع الحقوق، وتعطيل الحدود، ولا يجب الخروج عليه " (1).
وقد استندت هذه الفتاوى على سلسلة من الأحاديث التي رواها أولياء الخلفاء ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
القرار النهائي:
بعد التداول والإثبات، وتقليب الأمور على وجوهها المختلفة قرر " خليفة رسول الله " يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أن يقتل الإمام الحسين ابن رسول الله، وأن يقتل آل محمد، وأهل بيت النبوة، وذوي قربى النبي، وأن يقتل معهم كل من والاهم ووقف معهم من المسلمين وقرر أن يمثل بهم أشنع التمثيل بعد القتل، وأن يقطع رؤوسهم لتحمل في البلاد، وليراها العباد، وقرر أيضا أن يبيح لجيشه الإسلامي أن ينهب أموالهم، بما فيه ملابس القتلى، وأن يسوق نساءهم حفايا وعلى الأقتاب من الكوفة إلى دمشق عاصمة ملكه السعيد، وقرر تكليف أركان دولة الخلافة بتنفيذ هذه القرارت في كربلاء بأسرع وقت ممكن، بجرم امتناعهم عن البيعة وخروجهم على خليفة المسلمين!!!.
أركان دولة الخلافة ينفذون قرارات الخليفة حرفيا:
1 - فقد قتلوا الإمام الحسين أشنع قتلة، وقطعوا رأسه، وبعد قتله أخذوا سراويله، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته، وأخذ رجل سيفه وأخذ آخر نعليه...
ولا خلاف بين أحد من المؤرخين على هذه الوقائع.
2 - قتلوا آل محمد، وأهل بيت النبوة، وذوي قربى النبي ولم ينج منهم إلا علي بن الحسين " زين العابدين " فقد كان مريضا، طريح الفراش ولا يقوى على الحركة. والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعمرو بن الحسن بن

(1) راجع التمهيد باب " ذكر ما يوجب خلع الإمام وسقوط فرض طاعته ".
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 99 100 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المركز 5
2 المقدمة 7
3 الباب الأول: الفئتان المتواجهتان في كربلاء 11
4 الفصل الأول: قائدا الفئتين 13
5 الفصل الثاني: أركان قيادة الفئتين 27
6 الفصل الثالث: عدد الفئتين 37
7 الفصل الرابع: المواقف والأهداف النهائية لقيادتي الفئتين 45
8 الباب الثاني: دور الأمة الإسلامية في مذبحة كربلاء 53
9 الفصل الأول: حالة الأمة وقت خروج الحسين عليه السلام وموقفها منه 55
10 الفصل الثاني: الموقف النهائي لأكثرية الأمة الإسلامية من مذبحة كربلاء 67
11 الفصل الثالث: الأقلية التي وقفت مع الامام الحسين عليه السلام أو تعاطفت معه 99
12 الفصل الرابع: أخباره السماء عن مذبحة كربلا 121
13 الباب الثالث: بواعث رحلة الشهادة ومحاطتها الأولى 141
14 الفصل الأول: التناقض الصارخ بين الواقع والشرعية 143
15 الفصل الثاني: اقتراحات المشفقين 167
16 الفصل الثالث: الإمام الحسين عليه السلام يشخص أمراض الأمة المزمنة 187
17 الفصل الرابع: رحلة الإمام الحسين عليه السلام للشهادة في سبيل الله 211
18 الفصل الخامس: محطات رحلة الشهادة من مكة إلى كربلاء 237
19 الباب الرابع: استعدادات الخليفة وأركان دولته لمواجهة الإمام 263
20 الفصل الأول: المواجهة 265
21 الفصل الثاني: خطط الخليفة وعبيد الله بن زياد لقتل الإمام الحسين وإبادة أهل بيت النبوة عليهم السلام 273
22 الفصل الثالث: الإمام يقيم الحجة على جيش الخلافة 281
23 الفصل الرابع: الإمام يأذن لأصحابه بالانصراف وتركه وحيدا 295
24 الفصل الخامس: الاستعدادات النهائية واتخاذ المواقع القتالية 301
25 الفصل السادس: مصرع الحسين وأهل بيته عليهم السلام 327