ويدير الخراساني وشعيب الحرب على الحدود الإيرانية التركية العراقية، ويسحبان قواتهما التي تكون في الشام، وفي نفس الوقت يستعدان للزحف الكبير إلى فلسطين والقدس، عبر العراق والشام.
في هذه الأثناء يواجه الخراساني تطورات سياسية وعسكرية على جبهتين: جبهة العراق حيث يزداد فيه نفوذ السفياني ويتحرك جيشه لاحتلاله، وتعترضه في الطريق معركة قرقيسيا مع " الترك " كما ذكرنا في حركته.
وجبهة الحجاز، حيث يظهر المهدي عليه السلام في مكة، ويحررها ويستقر فيها. بينما يكون حكم الحجاز بيد بقايا بني فلان، وقوى القبائل المحلية.
ويبدو من الأحاديث أن فكرة إرسال قوات إيرانية إلى الحجاز لا تكون واردة، إما بسبب الظروف السياسية العالمية والمحلية، وإما لان المهدي عليه السلام لا يوافق على ذلك، لأنه مأمور أن ينتظر في مكة حتى يقصد إليها جيش السفياني، فتحدث معجزة الخسف التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وآله، وتكون آية للمسلمين.
على أن من المحتمل أن يرسل الخراساني بعض قواته إلى مكة لنصرة المهدي عليه السلام، لان الأحاديث تذكر أنه عليه السلام يخرج من مكة بعد معجزة الخسف، بجيش يبلغ بضعة عشر ألفا. من المرجح أن تتكون هذه القوات من أصحابه الخاصين والمؤمنين الذين يتوفقون للوصول إلى مكة، ومن قوات اليمانيين، والقوات التي يستطيع الخراساني أو يوصلها إلى مكة.
وعلى جبهة العراق، يلاحظ في أحاديث الخراساني وصاحبه شعيب، أنه يقوم بسحب قواته من قرب معركة قرقيسيا التي تدور بين السفياني