عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٣٤
بعضها صالح بن شعيب، الذي ينصبه السيد الخراساني أول ما يتولى الامر قائدا لقوات الإيرانيين، ثم ينصبه الإمام المهدي عليه السلام قائدا لقواته كلها. وبما أن هذه النقطة جوهرية في البحث، أعنى إثبات أن عصر الظهور المهدي عليه السلام قد بدأ بحركة الثورة الاسلامية في إيران. لذا نعيد ذكر أدلته مجملا من الأحاديث المتقدمة وغيرها.
فقد يقال: نعم، إن ظهور المهدي عليه السلام ثابت وقطعي، فهو عندنا من أصول مذهبنا، وهو عند الفريقين من وعد الله عز وجل على لسان نبيه الصادق الأمين (ع) وأهل بيته الطاهرين (ع). كما أن من المقطوع به أيضا من مجموع الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين أن الإيرانيين يمهدون لظهوره ويوطئون له سلطانه. ولكن تمهيدهم المنصوص عليه بنحو قطعي يبدأ بظهور الشخصيتين الموعودتين فيهم: السيد الخراساني، وقائد قواته شعيب بن صالح، ووقت ظهور هذين الرجلين بحسب مصادرنا الشيعية مقارن لخروج السفياني واليماني، وبحسب المصادر السنية يكون بين ظهورهما وبين أن يسلما الراية إلى المهدي اثنان وسبعون شهرا، أي ست سنوات.
أما أن تكون الثورة الفعلية على يد الامام الخميني من أحداث التمهيد الموعودة، وأنها متصلة بظهوره عليه السلام أو قريبة ولو نسبيا منه، أو من ظهور الخراساني وشعيب. فذلك أمر ظني نحبه ونتمناه، ولكن لا يستفاد من الأحاديث الشريفة الواردة حول هذه الثورة أو التي يمكن تفسيرها بها، أكثر من الظن والترجيح. وعلى هذا يبقى احتمال أن تكون المدة الفاصلة بينها وبين عصر الظهور عشرات القرون، أو مئات القرون.
هذا خلاصة ما قد يستشكل به على الحكم بأن عصر ظهور المهدي عليه
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»