عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٣٦
إن نظرة متأملة في أحاديث الفتنة الأخيرة المتواترة اجمالا، وفتنة فلسطين وبلاد الشام المتولدة منها، ونظرة إلى تاريخ الأمة الاسلامية وحاضرها. توجب العلم بأن هذه الأحاديث تقصد فتنة التسلط الغربي والشرقي المعاصرة، والمنصوص على اتصالها بظهور المهدي عليه اسلام. وإن نماذج الأحاديث التي ذكرناها منها في فصل " الفتنة الغربية والشرقية " آحاد من عشرات الأحاديث. ومن أعجب ما فيها تسمية فتنة فلسطين باسمها، ووصفها بأوصافها!.
وبماذا نفسر أحاديث ظهور الخراساني وشعيب التي يفهم منها بوضوح أن هذين الرجلين الموعودين يظهران في إيران بعد قيام دولة اسلامية فيها ودخولها في حرب طويلة، وأنهما يتسلمان منصبيهما ويقودان جيشهما مباشرة ويخوضان حرب التمهيد للمهدي عليه السلام في منطقة فلسطين. فهل يظهران يقودان جيشهما وشعبهما مباشرة من فراغ، دون أن يسبقهما تمهيد لهما.؟ كلا. بل إن هذا النوع من ظهورهما المنصوص عليه يستلزم أن تكون أرضية المسلمين في إيران مهيأة وجاهزة لهما. ليس من ناحية عقائدية فقط، بل مهيأة أيضا بوجود وضع سياسي في العالم وفي المنطقة، وبداية للصراع بين الإيرانيين الممهدين وأعدائهم. ولذا تذكر بعض الأحاديث أن الإيرانيين يرون أن الحرب قد طالت عليهم فيولون الخراساني وهو كاره، وعندما يتولى يأتي بصاحبه شعيب بن صالح، ويجعله قائد قواته.
وبماذا نفسر حديث " يطلبون الحق فلا يعطونه " الوارد في مصادرنا الشيعية عن الإمام الباقر عليه السلام قال " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم.
فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه، حتى يقوموا. ولا يدفعونها الا إلى صاحبكم. قتلاهم
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»