عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٣٥
السلام قد بدأ. وينبغي الالفات أولا إلى أن مقصودنا بعصر الظهور ليس سنوات محددة بعشر سنوات أو عشرين مثلا، بل المقصود أن الاحداث الموعودة والمنصوص على أنها مقدمات ظهوره المتصلة بظهوره عليه السلام قد بدأت. وبشكل خاص حدثين اثنين منها:
أولهما: فتنة الغربيين والشرقيين الشاملة لكل المسلمين، وما يتولد عنها من فتنتهم في فلسطين المسماة في الأحاديث باسم " فتنة فلسطين ".
وثانيهما: قيام الدولة الاسلامية في إيران.
فالمقصود بعصر الظهور هو المعنى المتعارف من قولنا عصر هزيمة إسرائيل، أو عصر الثورات، أو عصر الاسلام. وإن شئت فقل قرن الظهور وجيل الظهور لان الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليه السلام يقدر المدة بين بداية ثورة الإيرانيين وظهور المهدي عليه السلام بعمر إنسان ويقول " أما إني لو أدركت ذلك لابقيت نفسي لصاحب هذا الامر ".
والأحاديث التي تدل على أن عصر الظهور قد بدأ كثيرة، وهي تكفي بمجموعها لحصول الاطمئنان لمن تأمل فيها وفي تطبيقها على عصرنا وأحداثه من باب دليل التواتر الاجمالي. بل الانصاف أن بعضها بمفرده يكفي لحصول الاطمئنان ببدء عصر الظهور.
فبماذا نفسر أحاديث الفتنة الأخيرة التي أخبر النبي صلى الله عليه وآله أنها ستقع على أمته وتدخل كل بيت من بيوت المسلمين، ثم تنجلي بظهور المهدي عليه السلام. بغير هذه الفتنة الغربية العمياء الصماء وما تولد عنها من فتنة فلسطين، التي ورد النص عليها باسمها " إذا ثارت فتنة فلسطين تردد في بلاد الشام تردد الماء في القربة " مخطوطة ابن حماد ص 63، وأنها تتراوح على بلاد الشام بشكل خاص، أي على المنطقة المحيطة بفلسطين، حتى يمخض أهلها مخض الماء في القربة.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»