هل تدل أحاديث الممهدين على بدء عصر الظهور إن المتأمل في الأحاديث الواردة حول دور الإيرانيين في عصر الظهور يخرج منها بنتيجتين واضحتين، الأولى: أن من المؤكد أنه صدر عن النبي صلى الله عليه وآله وعن الأئمة من أهل بيته (ع) مدح للإيرانيين. وأنا مهما ناقشنا في تطبيق هذه الأحاديث على دورهم التاريخي في حمل الاسلام وخدمة علومه وحضارته، بمقايسنا القومية، أو الشيعية، أو السنية، فلا يمكن أن نناقش في دورهم المميز الموعود الذي أخبرت عنه الأحاديث المستفيضة في التمهيد للمهدي الموعود عليه السلام. فهذه الأحاديث تخبر بوضوح بأن الظهور العالمي الموعود للاسلام في مثل قوله تعالى " ليظهره على الذين كله " يتحقق في آخر الزمان بخطين من التحرك نحو القدس: تحرك جماهيري وعسكري من منطقة إيران ذات الكثافة السكانية والولاء لأهل البيت عليهم السلام. وتحرك ثان من اليمن ومكة المكرمة والحجاز. وأن هذين التحركين يلتقيان في العراق، ثم يتجهان بقيادة الإمام المهدي عليه السلام نحو القدس.
والثانية: أنا قد دخلنا في عصر الظهور الذي تصفه الأحاديث الشريفة، وقد تحققت المرحلة الأولى من حركة الإيرانيين الممهدين على يد الرجل الموعود من قم، وطرحت ثورتهم هدفها في الزحف نحو القدس وقتال إسرائيل، وهي الان تواجه العقبات التي وضعوها في طريقها. وهي تنتظر ظهور الرجلين الموعودين من قادتها: السيد الخراساني، وقائد قواته الشاب الأسمر من أهل الري المسمى في الأحاديث شعيب بن صالح، وفي