ولكن بعد التأمل ترجح عندي أن المقصود بأهل الطالقان أهل إيران، وليس خصوص منطقة الطالقان، وأن الأئمة عليهم السلام سموهم باسم هذه المنطقة من بلادهم لمميزاتها الجغرافية، ولمميزات أهلها.
وأحاديث الطالقان تتحدث عن مجموعة من أصحاب المهدي عليه السلام وأنصاره، ولا تحدد عددهم، وهل هم جماهير المهدي وجيشه، أو أصحابه الخاصون فقط.؟
والمفهوم من الحديث الوارد في مصادر السنة أنهم أصحابه الخاصون حيث يتركز الحديث على نوعيتهم. ولكن حديث بحار الأنوار يتحدث عن الكمية أيضا وعن جيش ورايات فاتحة، مضافا إلى النوعية.
كما أن أحاديث الطالقان تتركز على الإيرانيين مع المهدي عليه السلام ومشاركتهم في حركته بعد ظهوره، ولا تنص على دورهم في التمهيد له قبل ظهوره.
وقد تضمنت صفات عظيمة لهؤلاء الأولياء والأنصار، وشهادات عالية من الأئمة عليهم السلام بحقهم. بأنهم عرفاء بالله تعالى. وأهل بصائر ويقين. وأهل بطولة وبأس في الحرب. يحبون الشهادة في سبيل الله تعالى، ويدعون الله تعالى أن ينيلهم إياها. وانهم يحبون سيد الشهداء أبا عبد الله الحسين عليه السلام، وشعارهم الثأر له وتحقيق هدف وثورته. وأن اعتقادهم بالمهدي عليه السلام عميق، وحبهم له شديد.
وهي صفات ظاهرة في الشعب الإيراني. وقد أصبحت تيارا في شبابهم.