مضافا إلى أن سياق الحديث الشريف يظهر منه أن خروجهم ومطالبهم في حركة واحدة وأحداث متتابعة، لا أنها على مراحل في نحو مئة سنة. مضافا إلى أن أكثر نصوص الحديث الكاملة، وأحاديث أخرى، قد نصت على أن رفضهم لمطالبهم الأولى تكون بعد أن يخوضوا حربا وينتصروا فيها، كالحديث المروي في البحار ج 51 ص 83 وفيه " فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون وينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلون. الخ. ".
نعم يبقى على هذا التفسير نقطتان:
النقطة الأولى: أنه يفهم من تكرار " يطلبون الحق فلا يعطونه " أن مطالبتهم به تكون على مرحلتين، فما هما هاتان المرحلتان؟
ويمكن أن يجاب عنه بأن التكرار لبيان أنهم يؤكدون مطلبهم من أعدائهم. ولكن المدقق في أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وكلام الأئمة من أهل بيته (ع) يستبعد التكرار العادي التأكيدي فيها خاصة في مثل الحديث محل الكلام.
أو يجاب: بأنهم يطالبون بالحق في مرحلتين من ثورتهم قبل الحرب فلا يعطونه، ثم يعطونه بعد انتصارهم في الحرب فلا يقبلونه، وهو أقوى الإجابات.
أو يجاب: بأنهم يطلبون الحق في مرحلتين من حربهم فلا يعطونه، فيواصلونها وينتصرون، فيعطون ما طلبوا سابقا فلا يقبلون، وتكون ثورتهم الشاملة " حتى يقوموا " وعلى أثرها يظهر المهدي عليه السلام.
والنقطة الثانية: معنى قوله عليه السلام " حتى يقوموا " فقد عبر عن ثورتهم أو الامر بالخروج وعن حركتهم بعد رفض المطالب التي تعطى لهم بالقيام. وهذا يدل على أن هذا القيام أعظم من خروجهم وثورتهم أول