على أي حال، لا شك عند أهل العلم بالحديث والاطلاع على التاريخ، في أن الرايات السود الموعودة في هذا الحديث الشريف وغيره هي الرايات الممهدة للمهدي عليه السلام. حتى لو فرضنا صحة الروايات التي تخبر برايات بني العباس أيضا، لما عرفت من وجود أحاديث تميز بينهما، ولشهادة الواقع وعدم ظهور المهدي من العباسيين وغيرهم. ولما أشرنا من أن هدف رايات العباسيين دمشق، وهدف رايات أنصار المهدي عليه السلام القدس.
وبالرغم من اختصار هذا الحديث الشريف في الرايات السود، الا أن فيه بشارة بوصولها إلى هدفها، مهما كانت العقبات التي تعترض طريقها إلى القدس.
أما زمن هذا الحدث فغير مذكور في هذه الرواية، ولكن تذكر روايات أخرى أن قائد هذه الرايات يكون صالح بن شعيب الموعود، كما في مخطوطة ابن حماد ص 84 عن محمد بن الحنفية قال " تخرج رايات سود لبني العباس، ثم تخرج من خراسان أخرى قلانسهم سود وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له صالح من تميم، يهزمون أصحاب السفياني، حتى ينزل ببيت المقدس فيوطئ للمهدي سلطانه " ويبدو أن المقصود بها في هذه الرواية حملة الإمام المهدي عليه السلام لتحرير فلسطين والقدس. ولكن لا مانع أن تخرج هذه الرايات قبل صالح بن شعيب نحو القدس كما تقدم في أحداث بلاد الشام، وأن القوات الإيرانية تكون فيها قبل السفياني.
حديث الطالقان وقد وردت له رواية في مصادر السنة عن علي عليه السلام، كما في