عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٢٦
ونصرته. وفي ذلك دلالة على المقام العظيم للإمام المهدي ومن يكون معه، بحيث يحرص على ذلك الإمام الباقر، وهو تواضع عظيم أيضا منه لولده المهدي الموعود، عليهما السلام.
وفيه دلالة أيضا على أن مدة حركة الإيرانيين إلى ظهور المهدي عليه السلام لا تزيد عن عمر انسان، لان ظاهر كلام الباقر عليه السلام أنه لو أدرك حركتهم لابقي نفسه لنصرة المهدي بالأسباب الطبيعية، وليس بالأسباب الاعجازية. وهي دلالة مهمة على دخولنا في عصر الظهور واتصال حركتهم به وقربها منه.
أما تفسير القاعدين لهذه العبارة الشريفة بأنها دعوة إلى الحفاظ على النفس وعدم التعرض للشهادة وعدم مشاركة الإيرانيين في حركتهم وحروبهم. فهو تفسير خاطئ لان الإمام الباقر عليه السلام يخبر فيها عن نفسه، ويبين فيها قرب ظهور المهدي عليه السلام من حركتهم، وحبه العظيم أن يكون من أنصار. فكيف يكون قصده أن يدعو الناس إلى القعود عن نصرة هؤلاء الذين يبشر بحركتهم ويمدحهم بأن قتلاهم شهداء.
خاصة بملاحظة النص على وجوب نصرتهم على كل مسلم في صيغ متعددة من الحديث الشريف.
بل ومع الشك في مقصوده عليه السلام، ومجرد احتمال أن يكون مقصوده نفسه وليس الآخرين، يسقط تفسير القاعدين، لان احتمال اختصاص الامر بشخصه، يسقط امكانية التمسك به في حق غيره.
ومن طريف ما سمعته من التعليق على حديث رايات المشرق وقوله صلى الله عليه وآله " فليأتهم ولو حبوا على الثلج " أن أحد كبار علماء تونس وهو عالم جليل متقدم في السن لا نريد الاضرار به بذكر اسمه حفظه الله، زار إيران في فصل الشتاء والثلج، وبينما كان خارجا من الفندق زلقت قدمه فوقع
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»