فإنه لابد من تفسيرها بغير بني العباس الذين انتهى ملكهم منذ مئات السنين.
بل لابد من التحقيق في الروايات التي ورد فيها ذكر بني العباس صراحة، حيث قد تكون صدرت عن الأئمة عليهم السلام بتعبير " بني فلان " و " آل فلان " ورواها الراوي بلفظ بني العباس اعتقادا منه أنهم المقصودون بقول الأئمة " بني فلان ".
وقد يصح تفسير بني العباس الوارد في أحاديث الظهور بأن المقصود به خطهم المناهض للأئمة عليهم السلام، وليس أشخاصهم وذرياتهم. ولكن نادرا ما نحتاج إلى هذا التفسير لان الغالب في روايات الظهور التعبير ببني فلان وآل فلان.
وعلى أي حال، فالمقصود ببني فلان في الرواية محل الكلام " ما دام لولد فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لامة محمد برجل منا أهل البيت " حكام جائرون غير بني العباس، يأتي بعدهم هذا السيد الموعود ويحكم بالعدل قبل ظهور المهدي عليه السلام.
أما عبارة " ثم يأتينا الغليظ القصرة. ذو الخال والشامتين القائد العادل. " فهي تتحدث عمن يأتي بعد هذا السيد الموعود، والمفهوم منها أنه المهدي عليه السلام الذي هو ذو الخال والشامتين كما ورد في أوصافه.
ولكن وصف " الغليظ القصرة " أي البدين القصير لا ينطبق على المهدي عليه السلام لان الروايات تجمع على أنه طويل القامة معتدلها. ولذا يرجح أن يكون سقط من الرواية فقرة أو أكثر باستنساخ ابن طاووس رحمه الله أو غيره من النساخ، وأن يكون هذا الرجل البدين القصير يأتي بعد السيد الموعود، وأن بعض أوصافه الأخرى سقطت. ولذا لا يمكن أن نستفيد من الرواية الاتصال بين هذا السيد الموعود وبين ظهور المهدي عليه السلام.