عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٢٠٤
أنه يظهر بعد حركة تمهيدية له. وعلى أن أصحاب الرايات السود من إيران يمهدون لدولته ويوطئون له سلطانه. وتتفق أيضا على الشخصيتين الموعودتين من إيران: السيد الخراساني أو الهاشمي الخراساني، وصاحبه شعيب بن صالح. إلى آخر ما ورد من أحاديثهم في مصادر الفريقين.
ولكن مصادرنا الشيعية تضيف إلى الإيرانيين ممهدين آخرين لدولة المهدي عليه السلام هم اليمانيون. كما توجد في مصادرنا أحاديث عديدة تدل بنحو مطلق على أنه تقوم قبل ظهوره عليه السلام دولة أو قوة أو كيان أو حركة ثائرة مجاهدة. مثل الحديث القائل " يأتي ولله سيف مخترط " إذا صح أنه موجود حيث أورده صاحب كتاب يوم الخلاص وذكر له خمسة مصادر ولم أجده فيها، وكذلك موارد عديدة ذكر لها مصادر! رزقنا الله الدقة والأمانة في النقل. ومثل حديث أبان بن تغلب عن الإمام الصادق قال " سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل الشرق وأهل الغرب! أتدري لم ذلك؟ قلت لا. قال: للذي يلقى الناس من أهل بيته قبل ظهوره " البحار ج 52 ص 63، وهو يدل على أنه أهل بيته عليه السلام من بني هاشم وأتباعهم يكونوا قد أزعجوا أهل الغرب والشرق قبله، حتى إذا فاجأهم ظهور المهدي عليه السلام فقدوا أعصابهم من هذه المصيبة الجديدة. وحديث روضة الكافي المتقدم في تفسير قوله تعالى " بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد " عن الإمام الصادق عليه السلام قال " قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم، فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله الله عليه وآله إلا قتلوه ". إلى غير ذلك من الأحاديث التي تدل على أن التمهيد له عليه السلام يكون بقوة عسكرية واعلامية عالمية حتى " يلهج الناس بذكره " كما في بعض الأحاديث.
فأحاديث التمهيد اذن ثلاث مجموعات: أحاديث دولة أصحاب
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»