وكان من طبيعة الحال، أن تلقي هذه الخطوات قيادتها إلى الحسين فيما لو حيل بين الحسن وبين قيادتها بنفسه. وهذا هو ما أردناه في بداية هذا القول.
وهكذا كانت نهضة الحسين الخالدة الخطوة الجبارة في خطة أخيه العبقري العظيم.
ولا تزال فاجعة كربلاء التي استوعبتها كل لغات الأرض، اللطخة السوداء التي صبغت تاريخ أمية بالعار، ما دام لكربلاء رسم، ولأمية اسم.
6 - ثم لم تزل الخطة البعيدة الأهداف، تستعرض في الفترات المتقاربة التاريخ، بعد واقعة الحسين عليه السلام بكربلاء، سلسلة أحداث قانية انبثقت من صميم الوضع الأموي المتشابه في أكثر ملامحه - بين عهد معاوية وابن عمه " الحمار " (1) -.
وعادت الأموية في عرف المسلمين المعنيين باسلاميتهم الحكومة الجائرة المتغلبة بالظلم والاسراف وبالتحلل من كثير كثير من النواميس الدينية. واشتدت نقمة الناس عليها مع تمادي الأيام، وكان أي علم يرفع لحرب بني أمية، لا يعدم الألوف وعشرات الألوف من المبايعين له على الموت.
* * *