صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٠١
للتغافل عن عناصر الموضوع التي كان لها أروع الأثر في النتائج التي توخاها الحسن بن علي من صلحه مع معاوية بن أبي سفيان. ولذلك، ولما لهذه التفاصيل الحساسة الثقيلة على النفس من الأهمية القصوى لموضوعنا العام، فلابد لنا من مسايرة هذا الموضوع في سائر خطواته، حتى ينتهى بنا أو ننتهي به إلى النتائج الواضحة المملاة عن مقدماتها المسلمة، بما في هذه النتائج من مجد المظلوم (الغالب) وخزاية الظالم (المغلوب)، فنقول:
1 - الوفاء بالشرط الأول كان هذا الشرط هو الشرط الوحيد الذي لمعاوية على الحسن.
فكان هو الشرط الوحيد الذي حظي بالوفاء من شروط هذه المعاهدة اطلاقا.
ثم لا يعهد من الحسن بعد توقيعه الصلح، أي محاولة لنقض شرطه هذا ولا التحدث بذلك، ولا الرضا بالحديث عنه.
وجاءه زعماء شيعته بعد أن أعلن معاوية التخلف عن شروطه، فعرضوا عليه - وقد رجع إلى المدينة - أنفسهم واتباعهم للجهاد بين يديه، ووعده الكوفيون منهم بإخلاء الكوفة من عاملها الأموي، وضمنوا له الكراع والسلاح لإعادة الكرة على الشام، فلم تهزه العواصف ولا قلقلته حوافز الأنصار المتوثبين.
فقال له سليمان بن صرد، وهو إذ ذاك سيد العراق ورئيسهم - على حد تعبير ابن قتيبة عنه -: " وزعم - يعني معاوية - على رؤوس الناس ما قد سمعت: اني كنت شرطت لقوم شروطا ووعدتهم عدات ومنيتهم أماني..
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»