حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٦٨
ب - روى أبو هاشم الجعفري قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) فتذاكرنا العقل والأدب فقال (عليه السلام):
يا أبا هاشم العقل حباء من الله والأدب كلفة فمن تكلف الأدب قدر عليه ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (1).
أما الأدب فهو أمر مكتسب يقدر على تحصيله الانسان وأما العقل فإنه هبة ومنحة من الله تعالى لا يتمكن الانسان من كسبه.
ج - روى الحسن بن الجهم قال ذكر العقل عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فقال:
لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له.. قلت له: جعلت فداك ان ممن يصف هذا الامر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله إن الله خلق العقل فقال له اقبل فأقبل وقال له: ادبر فأدبر فقال:
وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو أحب إلى منك بك آخذ وبك أعطي... (2).
انه ليس هناك شئ خلقه الله أفضل من العقل وعليه يرتكز التكليف فالذي فقد عقله غير مكلف وغير مأثوم بما يقترفه من أنواع المحرمات فالعقل هو أحد الشروط في صحة التكليف ونفوذه على المكلف.
د - قال (عليه السلام): أفضل العقل معرفة الانسان نفسه (3).
ان الانسان إذا عرف نفسه كيف صورت وكيف تنتهي فقد ظفر بالخير العميم فان ذلك يبعده عن النزعات الشريرة ويبعثه نحو النزعات الخيرة كما يدل ذلك على معرفة خالقه العظيم وفي الحديث من عرف نفسه فقد عرف ربه.
التفكر في أمر الله:
قال (عليه السلام): ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم انما العبادة كثرة التفكر في أمر الله عز وجل (4)

(١) أصول الكافي ١ / ٢٣.
(٢) أصول الكافي ١ / ١١.
(٣) أعيان الشيعة ٤ / ق ٢ / ١٩٦.
(٤) الميزان ٨ / ٣٦٩ وسائل الشيعة ١١ / 153.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست