تأمل في تعامل وحلم الخليفة مع من خرج عليه.
انظر إذا كان الحاكم عالما بأمور الخلافة فإنه يكون على بصيرة من امره، يدري ما يقول ويفعل.
وقارن ذلك مع ضرب الصحابة واهانتهم من عمر وعثمان كما تقدم، ومع قتال أبي بكر لأهل الردة بدعواه أو غيرهم بلا استفسار عن أحوالهم أو مناظراتهم، وبلا تفريق بين فئة وأخرى حتى قتل المسلمون وسبيت نساؤهم بل ونكحت بلا عدة!
ثم احكم من شابه رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله) في تصرفاته.
* الامر الثالث: ما جرى بين عقيل بن أبي طالب وأمير المؤمنين (عليه السلام) في بيت المال، عندما طلب زيادة من العطاء قال (عليه السلام): " فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من حديدة أحماها انسانها للعبه وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه!! " (1).
ونحو ذلك كثير مذكور في كتب التاريخ وكيفية حرصه (عليه السلام) على بيت المال وعدم ابقاء شئ فيه مع وجود الفقراء (2).
وقارن ذلك مع أفعال الخلفاء.
وتذكر فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببيت المال.
قال (صلى الله عليه وآله): " ما يسرني ان لي أحدا ذهبا يبيت عندي منه دينار إلا دينار أرصده لدين.
وأتته دنانير مرة فقسمه وبقيت منها ستة فدفعها لبعض نسائه فلم يأخذه نوم حتى قام وقسمها وقال: الآن استرحت " (3).
وقال انس: " كان رسول الله لا يدخر شيئا لغد " (4).
ومعلوم وكما قال ابن رسول الله الحسن (عليه السلام): " انما الخليفة من سار بسيرة رسول