مقارنة بين الفاضل والمفضول مقارنة بين تصرفات الفاضل والمفضول بعد أن بينت لك طرفا من تصرفات المفضول أعني الخلفاء الثلاثة والمحاذير التي نشبت من جراء توليهم الامارة والخلافة الجاهلين بأحكامها وإحكامها.
سوف نمر مرورا سريعا على شخصية الفاضل علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الذي زان وزين الخلافة.
وذلك بملاحظة أمور:
* الامر الأول: رجوع الصحابة إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
من الملاحظ بل لا يشك فيه متتبع، رجوع جميع الصحابة خاصة الخلفاء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعدم رجوعه إلى واحد منهم.
كما تقدم مفصلا في الدليل الثالث.
* الامر الثاني: ما جرى بين الخريت بن راشد السامي وأمير المؤمنين (عليه السلام) عندما حكم الحكمان قال: " والله لا أطعت امرك ولا صليت خلفك.
فدعاه علي إلى أن يناظره ويفاتحه.
فقال: أعود إليك غدا " (1).
وفي لفظ الطبري: فقال له علي: " هلم أدارسك الكتاب وأناظرك في السنن وأفاتحك أمورا من الحق انا اعلم بها منك " (2).
وكذلك محاورته الخوارج عموما حتى رجع أكثر من أربعين ألفا عن قتاله (3).
وقال لهم: " نوادعكم إلى مدة نتدارس فيها كتاب الله لعلنا نصطلح ".
وقال: " ابرزوا منكم اثنا عشر نقيبا وابعث منا مثلكم نجتمع بمكان كذا فيقوم خطباؤنا بحججنا وخطباؤكم بحججكم. ففعلوا ورجعوا " (4).