الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب - السيد فخار بن معد - الصفحة ٣٥٢
وروي من طريق آخر: أنه - عليه السلام - لما رمى بالسلا جاءت ابنته فاطمة - صلوات الله عليها - فأماطت عنه بيدها، ثم جاءت إلى أبي طالب - رحمه الله - فقالت: يا عم ما حسب أبي فيكم؟ فقال:
يا بنية أبوك فينا السيد المطاع، العزيز الكريم فما شأنك؟. فأخبرته بصنع القوم، ففعل ما فعل بالسادات من قريش، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله - قال: هل رضيت يا بن أخي، ثم أتى فاطمة - عليها السلام -

- الذي صافقه على روايتها من الحفاظ؟ وأي مؤلف دونه قبله، ومن الذي يقول إن ما ذكره من الشعر قاله أبو طالب يوم ابن الزبعري؟ ومن الذي يروى نزول الآية يوم ذلك؟ وأي ربط وتناسب بين الآية واخطارها النبي - صلى الله عليه وآله على أبي طالب وبين شعره ذاك؟ وهل روي قوله في هذا النسيج: يا عم نزلت فيك آية. غيره من أئمة الحديث ممن هو قبله أو هو بعده؟ وهل وجد القرطبي للجزء الأخير من روايته مصدرا " غير تفسيره؟ وهل اطل على جب الحيات والعقارب فوجده خاليا " من أبى طالب؟ وهل شد الأغلال وفكها هو ليعرف ان شيخ الأبطح لا يغل بها؟ أم ان مدركه في ذلك الحديث النبوي؟ حبذا لو صدقت الأحلام وعلى كل فهو محجوج بكل ما ذكرناه من الوجوه).
ومن أراد الاطلاع على مفصل هذا البحث فليراجع الغدير: ٣ - ٨ / ٨.
وبعد هذا نعود إلى المؤلف، فلم نر في الأصل ما يشير إلى نزول هذه الآية في حق أبى طالب أو غيره، كلما في الامر ان صدرا " من هذه السورة - سورة الأنعام - نزلت بعد هذه الحادثة، ومنها هذه الآية وقد يكون المراد منها هو القول الأول الذي ذهب إليه جل المفسرين، بأنها نزلت في حق الكفار المشركين الذين كانوا ينهون عن اتباع رسول الله أو القرآن، وينأون عنه بالتباعد والمناكرة خاصة وإذا " عرفنا انها نزلت بعد وفاة أبى طالب بزمان طويل.
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»