ألا ترى يا ذا الحلم الرصين، والعقل الركين، إلى هذا الاقرار بالنبوة وتوحيد الرب، جلت عظمته في قوله: أتاه الوحي من عند ربه، ومن أين يعرف الكفار الوحي، ثم يقول: في هذه الأبيات: (فمن قال: لا يقرع بها سن نادم) يريد أن من لا يقر بنبوة محمد - صلى الله عليه وآله - يندم إذا شاهد عذاب الله تعالى، وقوله: (محب في العباد مسوم) يريد أنه صلوات الله عليه موسوم بخاتم النبوة الذي كان بين كتفيه، وقلما ذكره صلوات الله عليه أحد من شعراء المسلمين في شعر إلا وذكر قريشا " ودعاءهم إلى الاسلام، وذكر (1) النبي (ص) بذلك.
فمن ذلك قول الشاعر:
وآمنوا بنبي لا أبا " لكم * ذي خاتم صاغه الرحمن مختوم ومن ذلك قول عبد الله بن الزبعري (2) للنبي (ص) حين أسلم