[...] وبطل ما فيها قال أبو طالب: فيما كان من أمر أولئك النفر الذين قاموا في نقضها يمدحهم:
الا هل اتى بحرينا صنع ربنا * على نأيهم والله بالناس أرود فيخبرهم ان الصحيفة مزقت * وان كل ما لم يرضه الله مفسد تراوحها إفك وسحر مجمع * ولم يلف سحر آخر الدهر يصعد تداعى لها من ليس فيها بقرقر * فطائرها في رأسها يتردد وكانت كفاء وقعة بأثيمة * ليقطع منها ساعد ومقلد ويظعن أهل المكتين فيهربوا * فرائصهم من خشية الشر ترعد ويترك حراث يقلب امره * أيتهم فيهم عند ذاك وينجد وتصعد بين الأخشبين كتيبة * لها حدج سهم وقوس ومرهد فمن ينش من حضار مكة عزه * فعزتنا في بطن مكة أتلد نشأنا بها والناس فيها قلائل * فلم ننفك نزداد خيرا " ونحمد ونطعم حتى يترك الناس فضلهم * إذا جعلت أيدي المفيضين ترعد جزى الله رهطا " بالحجون تبايعوا * على ملأ يهدي لحزم ويرشد قعودا " لدى خطم الحجون كأنهم * مقاولة، بل هم أعز وأمجد أعان عليها كل صقر كأنه * إذا ما مشى في رفرف الدرع أحرد الا إن خير الناس نفسا " ووالدا " * إذا عد سادات البرية احمد بني الاله والكريم بأصله * وأخلاقه وهو الرشيد المؤيد حزيم على جل الأمور كأنه * شهاب بكفي قابس يتوقد من الأكرمين من لؤي بن غالب * إذا سيم خسفا " وجهه يتربد طويل النجاد خارج نصف ساقه * على وجهه يسقى الغمام ويسعد عظيم الرماد سيد وابن سيد * يحض على مقري الضيوف ويحشد ويبنى لأفناء العشيرة صالحا " * إذا نحن طفنا في البلاد ويمهد - (*)