مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٦٠
أنسب قريش لقريش وأعلمها بأخبارها، فلما سبق إلى الاسلام بمجرد أن دعاه المصطفى إليه، توقعت قريش أن يكون لهذا الامر ما بعده.
وصح ما توقعت: استطاع أبو بكر بجاذبية شخصيته ووقار سنه وسداد رأيه، أن يكسب للدين الجديد خمسة من رجال قريش الاعلام:
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، والزبير ابن العوام الأسدي المخزومي، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص الزهربان، وطلحة بن عبيد الله التيمي.
فهؤلاء النفر الثمانية، هم طليعة السابقين الأولين الذين اختاروا لواء المصطفى وبدأ بهم الاسلام خطوته الأولى على الطريق الطويل.
ومنهم تأسست الكتيبة الأولى لحزب الله في مستهل الدعوة، ليلقى العصبة الباغية من المشركين وحزب الشيطان، في صراع مرير بين حق وباطل.
ولقد تهيب المصطفى عليه الصلاة والسلام في أول الامر أن يلقى قريشا بدعوته جهرا، فأسر بها إلى من آنس فيهم الاستعداد لقبولها والايمان بها.
وما أسرع ما استجاب له الموالي الأرقاء الذين وجدوا في الاسلام ملاذا لهم من الوضع المهين الذي مسخ آدميتهم وأهدر إنسانيتهم.
وكذلك أسلم عدد من أحرار المكيين، الرجال والنساء.
وكانوا إذا أرادوا الصلاة تحاشوا الكعبة، وتحاشوا كذلك أن
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست