مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٦٢
وقامت قائمة قريش، وائتمروا فيما بينهم فوثب كل حي من أحيائها على من فيه من الموالي الذين أسلموا، فكانوا إذا حميت الظهيرة يخرجونهم إلى بطحاء مكة فيطرحونهم على ظهورهم، ثم يأمرون بالصخرة الضخمة فتلقى على صدر الرجل منهم، ويقول له سيده:
- لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى.
فيرد العبد المؤمن وهو في هذا البلاء:
(أحد أحد).
في الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بآل ياسر وقد أخرجهم سادتهم من بني مخزوم إلى بطحاء مكة وتفننوا في تعذيبهم. فلم يستطع عليه الصلاة والسلام أن يدفع البلاء عن هذه الأسرة المؤمنة، وقال مواسيا:
(صبرا آل ياسر) وصبروا حتى استشهدت (سمية) وهي تأبى إلا الاسلام.
ورووا أن أبا بكر مر بجارية لبني عدي بن كعب، وعمر بن الخطاب - قبل إسلامه - يعذبها على جمر الصخور الملتهبة بالقيظ ليفتنها عن دينها. فما زال يضربها حتى مل، فكف عنها وهو يقول لها:
- إني أعتذر إليك، فلم أتركك إلا عن ملالة!
وألح أبو بكر على عمر، حتى باعه إياها. فأعتقها لوجه الله كما أعتق عددا غيرها من المستضعفين بعد أن اشتراهم.
قال له أبوه (قحافة) يحاوره:
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست