مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٤٣
سعد، مع زوجها وابن لها صغير ترضعه، في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء. قالت: وذلك في سنة شهباء لم تبق لنا شيئا. فخرجت على أتان لي - عجفاء - معنا شارف لنا - ناقة مسنة - والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معنا، من بكائه من الجوع، وما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه. ولكنا كنا نرجو الغيث والفرج. فخرجت على أتاني تلك، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها محمد - رسول الله صلى الله عليه وسلم - فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم. وذلك أنا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي فكنا نقول: يتيم؟ وما عسى أن تصنع أمه وجده؟
(فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا، غيري. فلما أجمعنا على الانطلاق قلت لصاحبي: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا. والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.
(قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة.
(فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم أجد غيره.
فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي. ثم ناما وما كنا ننام معه قبل ذلك. وقام زوجي إلى شارفنا تلك فإذا هي حائل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست