مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣١٤
كتاب حافظ - أي ديوان مكتوب - فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ذلك، ما لم ينزل فيه وحي من الله.
(فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجهز المسلمون معه، وجعلت أغدو لأتجهز معهم فأرجع ولم أقض حاجة فأقول في نفسي: (أنا قادر على ذلك إذا أردت) فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى شمر بالناس الجد فأصبح صلى الله عليه وسلم غاديا والمسلمون معه، ولم أقض من جهازي شيئا، فقلت: (أتجهز بعده بيوم أو يومين ثم ألحق بهم). فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز، فرجعت ولم أقض شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا. فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفرط الغزو - يعنى فات وسبق - فهممت أن أرتحل فأدركهم، وليتني فعلت، فلم أفعل.
(وجعلت إذا خرجت في الناس بالمدينة بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفت فيهم، يحزنني أني لا أرى إلا رجلا مطعونا عليه في النفاق، أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء.
(ولم يذكرني صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم: (ما فعل كعب بن مالك؟) فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله، حبسه برداه والنظر في عطفيه. فقال له معاذ بن جبل:
بئس ما قلت! والله يا رسول الله ما علمنا منه إلا خيرا. فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست