مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣١٧
جدار حائط (أبي قتادة) وهو ابن عمي وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام. فقلت:
- يا أبا قتادة، أنشدك بالله، هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟
فسكت. فعدت فناشدته مرة بعد مرة، فسكت عني، فعدت فناشدته فقال: الله ورسوله أعلم.
(ففاضت عيناي، ووثبت فتسورت الحائط ثم غدوت إلى السوق.
فبينا أنا أمشي إذا نبطي يسأل عني من نبط الشام، فجعل الناس يشيرون إلي، حتى جاءني فدفع إلي كتابا من ملك غسان، فيه:
(أما بعد، فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك. فالحق بنا نواسك).
* قلت حين قرأتها: وهذا من البلاء أيضا، قد بلغ بي ما وقعت فيه أن طمع في رجل من أهل الشرك!
(فعمدت بالرسالة إلى تنور فسجرته بها.
فأقمنا على ذلك حتى إذا مضت أربعون ليلة، من الخمسين، إذا رسول رسول الله يأتيني بأمره أن أعتزل امرأتي. قلت: أأطلقها أم ماذا؟
قال: لا، بل اعتزلها ولا تقربها.
وأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك.
فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الامر ما هو قاض.
وجاءت امرأة (هلال بن أمية) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»
الفهرست