مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣١٢
قتيلا، وانهزم فرسانه..
وعاد خالد بن الوليد إلى معسكر المسلمين، ومعه (أكيدر) قد نزع عنه قباؤه. وكان من ديباج مخوص بالذهب.
قال المصطفى وقد رأى أصحابه يلمسون القباء بأيديهم ويتعجبون منه:
(أتعجبون من هذا؟ فوالذي نفسي بيده، لمناديل سعد بن معاذ في الجنة، أحسن من هذا) (1).
ثم أطلق المصطفى صاحب دومة، بمصالحة على الجزية.
ورجع المصطفى إلى المدينة، بعد أن بنى مسجدا في (تبوك) وأقام بها بضع عشرة ليلة، لم يجاوزها إلى ما وراءها من أرض الروم.
فماذا عمن تخلفوا بالمدينة لم يخرجوا للجهاد؟
أتاه المنافقون منهم، يحلفون له ويعتذرون، فلم يملك صلى الله عليه وسلم إلا أن يقبل ظاهر عذرهم، مفوضا أمرهم إلى العليم بما يسرون وما يعلنون.
وأما الذين تخلفوا تكاسلا، عن غير شك ولا نفاق، فلم يجدوا ما يعتذرون به، وكرهوا أن يضيفوا إلى ذنب القعود عن الجهاد، وزر اختلاق عذر يقدمونه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، كما فعل المنافقون.

(1) السيرة لابن هشام: 4 / 170.
(٣١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 ... » »»
الفهرست