مع المصطفى - الدكتورة بنت الشاطئ - الصفحة ٣١١
لكن أبا ذر لم يتخلف مختارا، وإنما خذله بعيره بعد أن أبطأ به، فما كان منه رضي الله عنه إلا أن أخذ متاعه فحمله على ظهره، ومشى يتبع أثر الركب المجاهد. فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل ببعض مراحل الطريق، نظر ناظر من المسلمين فلمح من بعيد شخصا يمشي، فقال:
- يا رسول الله، إن هذا الرجل يمشي على الطريق وحده.
قال عليه الصلاة والسلام وهو ينظر إلى الجهة التي يشير إليها صاحبه:
(كن أبا ذر).
فلما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو ذر!
ورد المصطفى: (رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده.) (1) بلغ المصطفى بجنده المؤمنين مدينة (تبوك).
وهناك أتاه (يوحنه) صاحب أيلة، فصالح نبي الاسلام وأعطاه الجزية.
وكذلك أتاه أهل جرباء وأذرح، فصالحوه على الجزية.
وتخلف (أكيدر بن عبد الملك النصراني) صاحب (دومة) فندب له المصطفى (خالد بن الوليد) في كتيبة من جنده. فأخرج (أكيدر) أخاه في فرسان دومة للقاء كتيبة خالد، ودار قتال سقط فيه أخو أكيدر

(1) السيرة: 4 / 167، وانظر أبا ذر الغفاري في طبقات الصحابة.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست