نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٥٣
السابق (76).
ثالثا: ما زخرت به تلك الفترة من أحداث وألوان الصراع السياسي والعسكري على جبهات متعددة الامر الذي ميز طبيعة العلاقة بين الرسول الأعظم وصحابته من نوع العلاقة بين شخص كالسيد المسيح وتلامذته، فلم تكن علاقة مدرس ومرب متفرغ لاعداد تلامذته، وإنما هي العلاقة التي تتناسب مع موقع الرسول كمرب وقائد حرب ورئيس دولة (77).
رابعا: ما واجهته الجماعة المسلمة نتيجة احتكاكها بأهل الكتاب، وبثقافات دينية متنوعة من خلال صراعها العقائدي الاجتماعي فقد كان هذا الاحتكاك وما يطرحه على الساحة خصوم الدعوة الجديدة المثقفين بثقافات دينية سابقة، مصدر قلق وإثارة مستمرة وكلنا نعرف أنه شكل بعد ذلك تيارا فكريا إسرائيليا تسرب بصورة عفوية، أو بسوء نية إلى كثير من مجالات التفكير (78)، ونظرة فاحصة في القرآن الكريم تكفي لاكتشاف حجم المحتوى لفكر الثورة

(٧٦) راجع ما كان عليه المجتمع العربي والحجازي قبل الاسلام: تاريخ العرب قبل الاسلام / الدكتور جواد علي / القسم الديني، القسم الاجتماعي.
(٧٧) إن تنوع المسؤوليات وطبيعتها، والتحديات التي واجهت الرسول القائد كانت من الضخامة بحيث لم يتهيأ للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) الوقت الكافي ليشمل بتربيته وتثقيفه القطاعات الواسعة من الأمة. راجع علوم القرآن / محمد باقر الحكيم / ص 96 - 100 (78) راجع: الإسرائيليات في التفسير والحديث / الدكتور محمد حسين الذهبي / دار الايمان دمشق / 1985.
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة