فلو كانت الشورى مطروحة من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) بالحجم المطلوب لما اختص الاستماع إلى نصوصها بأصحاب تلك الدوافع، بل لسمعها مختلف الناس، ولانعكست بصورة طبيعية عن طريق الاعتياديين من الصحابة كما انعكست فعلا النصوص النبوية على فضل الإمام (عليه السلام) ووصايته عن طريق الصحابة أنفسهم، فكيف لم تحل الدوافع السياسية دون أن تصل إلينا مئات الأحاديث - عن طريق الصحابة - عن النبي (صلى الله عليه وآله) في فضل علي (عليه السلام) ووصايته ومرجعيته (49)، على الرغم من تعارض ذلك مع الاتجاه السائد وقتئذ، ولم يصلنا شئ ملحوظ من ذلك فيما يتصل بفكرة الشورى؟ (50) بل حتى أولئك الذين كانوا يمثلون الاتجاه السائد كانوا في كثير من الأحيان يختلفون في الموقف السياسية، وتكون من مصلحة هذا الفريق أو ذاك أن يرفع شعار الشورى ضد الفريق الاخر،
(٤٢)