بغداذ ان ذرع بغداد الجانبين 53000 جريب و 750 جريبا، وان عدد الحمامات كانت في ذلك الوقت ببغداد ستين ألف حمام، وقال: أقل ما يكون في كل حمام خمسة نفر: حمامي وقيم وزبال ووقاد وسقاء، يكون ذلك ثلاثمائة ألف رجل.
وذكر انه يكون بإزاء كل حمام خمسة مساجد الخ، قال الخطيب: وكان في الموضع المعروف ببراثا مسجد يجتمع فيه قوم ممن ينسب إلى التشيع ويقصدونه للصلاة والجلوس فيه فرفع إلى المقتدر بالله ان الرافضة يجتمعون في ذلك المسجد لسب الصحابة والخروج عن الطاعة فأمر بكبسه يوم جمعة وقت الصلاة فكبس وأخذ من وجد فيه فعوقبوا وحبسوا طويلا وهدم المسجد حتى سوي بالأرض وعفي رسمه ووصل بالمقبرة التي تليه ومكث خرابا إلى سنة 328 فأمر الأمير بجكم بإعادة بنائه وتوسعته واحكامه، فبنى بالجص والآجر وسقف بالساج المنقوش، ووسع فيه ببعض ما يليه مما ابتيع له من املاك الناس، وكتب في صدره اسم الراضي بالله.
وكان الناس ينتابونه للصلاة فيه والترك به، ثم أمر المتقي لله بعد بنصب منبر فيه كان بمسجد مدينة المنصور معطلا مخبوا في خزانة المسجد عليه اسم هارون الرشيد فنصب في قبلة المسجد، وتقدم إلى أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي وكان الامام في جامع الرصافة بالخروج إليه والصلاة بالناس فيه الجمعة فخرج وخرج الناس من جانبي مدينة السلام حتى حضروا في هذا المسجد وكثر الجمع هناك وحضر صاحب الشرطة فأقيمت صلاة الجمعة فيه يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ج 1 سنة 329 وتوالت صلاة الجمعة فيه وصار أحد مساجد الحضرة، وأفرد أبو الحسن أحمد بن الفضل الهاشمي بإمامته، وأخرجت الصلاة بمسجد جامع الرصافة عن يده إنتهى وتسمى هذه البلدة - بالزوراء - أيضا لانحراف قبلتها، وقد أخبر