الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢١٢
النوبختي قال: أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها، ثم قلت: وأخبرك خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين قال: وما هي؟ قلت: نجد في أدلة النجوم انه لا يموت بها خليفة ابدا حتف أنفه، فتبسم المنصور وقال: الحمد لله على ذلك هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، فلذلك قال الشاعر (1):
أعاينت في طول من الأرض والعرض * كبغداد دارا انها جنة الأرض صفا العيش في بغداد واخضر عوده * وعيش سواها غير صاف ولا غض تطول بها الأعمار ان غذاءها * مرئ وبعض الأرض أمر أمن بعض قضى ربها ان لا يموت خليفة * بها انه ما شاء في خلقه يقضي تنام بها عين الغريب ولن ترى * غريبا بأرض الشام يطمع في غمض الأبيات وذكر الخطيب في تاريخ بغداد عن ابن البربري يقول: مدينة أبي جعفر ثلاثون ومائة جريب خنادقها وسورها ثلاثون جريبا، وأنفق عليها ثمانية عشر ألف ألف، وقال: بلغني عن محمد بن خلف بن وكيع ان أبا حنيفة النعمان ابن ثابت، كان يتولى القيام بضرب لبن المدينة وعدده حتى فرغ من استتمام بناء حائط المدينة مما يلي الخندق وكان أبو حنيفة بعد اللبن بالقصب وهو أول من فعل ذلك فاستفادت الناس منه.
وحكي عن ابن الشروى قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوب عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا فوزناها فوجدناها كذلك.
وذكر عن محمد بن يحيى النديم قال: ذكر أحمد بن أبي طاهر في كتاب

(1) قيل عمارة بن عقيل بن بلال وقيل هو منصور النمري.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»