الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢١٤
أمير المؤمنين عليه السلام عن بنائها في الخطبة اللؤلؤة بقوله:
وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر ومزخرفة بالذهب والفضة واللازورد الخ.
وتقدم في ابن أبي العز قول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة الزوراء يتخذها ولد العباس موطنا ولزخرفهم مسكنا، تكون لهم دار لهو ولعب الخ.
أقول: من أراد شرح ذلك فليراجع ما كتبه الخطيب البغدادي في ذكر دار الخلافة والقصر الحسني والتاج، فذكر ان في بعض أيام المقتدر بالله قد اشتملت الجريدة على أحد عشر ألف خادم خصي وأربعة آلاف خادم بيض وثلاثة آلاف سود وعدد الحجاب سبعمائة حاجب، وعدد الغلمان السودان غير الخدم أربعة آلاف غلام والستور الحريرية المذهبة المصورة بالفيلة والخيل والجمال والسباع ثمانية وثلاثين ألف ستر، ودار الشجرة وهي شجرة من الفضة وزنها خمسمائة ألف درهم في وسط بركة كبيرة مدورة فيها ماء صاف وللشجرة ثمانية عشر غصنا لكل غصن منها شاخات كثيرة عليها الطيور والعصافير من كل نوع مذهبة ومفضضة وأكثر قضبان الشجرة فضة وبعضها مذهب وهي تتمايل في أوقات، ولها ورق مختلف الألوان يتحرك كما تحرك الريح ورق الشجر وكل من هذه الطيور يصفر ويهدر، وفي جانب الدار يمنة البركة تماثيل خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا قد البسوا الديباج وغيره وفي أيديهم مطارد على رماح يدورون على خط واحد وفي النارود خببا وتقريبا فيظن ان كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد، وفي الجانب الأيسر مثل ذلك إلى غير ذلك.
(الخطيب التبريزي) أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي البغدادي إمام أهل اللغة والأدب، شارح ديوان المتنبي، ولمع ابن جني،
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 ... » »»