الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢١٧
يسمون أعالي الصعيد إلى بلاد النوبة مريس فإذا هبت الريح المريسية وهي الجنوبية ثلاثة عشر يوما اشترى أهل مصر الأكفان والحنوط، وأيقنوا بالوباء القاتل والبلاء الشامل.
ثم من عيوبها اختلاف هوائها لانهم في يوم واحد يغيرون ملابسهم مرارا كثيرة، وأما نيلها فكفى في ذلك كون التماسيح فيه وليس في غيره من الانهار كالفرات والدجلة ولا نهر بلخ ولا سيحان ولا جيحان (الخفاجي) الأمير أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان الشاعر الشيعي المعروف بابن سنان صاحب سر الفصاحة في اللغة، ومن شعره قوله في وصف أمير المؤمنين عليه السلام يا أمة كفرت وفي أفواهها * القرآن فيه ضلالها ورشادها أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم أعوادها تلك الخلائق بينكم بدرية * قتل الحسين وما خبت أحقادها توفى سنة 466 (توس)، حكي انه كان، حكي انه كان قد تحصن بقرية اعزاز من أعمال حلب وكان بينه وبين أبي نصر محمد بن النحاس الوزير لمحمود ابن صالح مودة مؤكدة وكان محمود بريد القبض عليه فأمر أبا نصر بن النحاس ان يكتب إلى الخفاجي كتبا يستعطفه ويؤنسه وقال: لا يؤمن إلا إليك ولا يثق إلا بك فكتب إليه كتابا فلما فرغ منه وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون من إن فلما قرأه الخفاجي خرج من اعزاز قاصدا حلب فلما كان في الطريق أعاد النظر في الكتاب فلما رأى التشديد على النون أمسك رأس فرسه وفكر في نفسه وان ابن النحاس لم يكتب هذا عبثا، فلاح له انه أراد ان الملا يأتمرون بك ليقتلوك فعاد إلى اعزاز وكتب الجواب انا الخادم المعترف بانعام وكسر الألف من أنا وشدد النون وفتحها فلما وقف أبو النصر على ذلك سر وعلم أنه قصد
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»