الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٥٤
يشاهده فكيف لو كان في بلد بعيد وزمن قديم قد انقضى فكيف يعلم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب، فهذا الامر لا يعلم حقيقته أصلا وإذا لم يعرف وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به ومع هذا فلو ثبت على مسلم انه قتل مسلما فمذهب أهل الحق انه ليس بكافر والقتل ليس بكفر بل هو معصية، وإذا مات القاتل فربما مات بعد التوبة، والكافر لو تاب من كفره لم يجز لعنه فكيف من تاب عن قتل وبم يعرف ان قاتل الحسين مات قبل التوبة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده، فإذن لا يجوز لعن أحد ممن مات من المسلمين ومن لعنه كان فاسقا عاصيا لله تعالى، ولو جاز لعنه فسكت لم يكن عاصيا بالاجماع، بل لو لم يلعن إبليس طول عمره لا يقال له يوم القيامة لم لم تلعن إبليس؟ ويقال للاعن لم لعنت؟ ومن أين عرفت انه مطرود ملعون؟ والملعون هو البعيد عن الله عز وجل وذلك غيب لا يعرف إلا فيمن مات كافرا فان ذلك علم بالشرع، وأما الترحم عليه فجائز بل هو مستحب بل هو داخل في قولنا في كل صلاة اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات فان كان مؤمنا والله أعلم. كتبه الغزالي وكانت ولادة الكيا في ذي القعدة سنة 450 (تن)، وتوفى يوم الخميس وقت العصر مستهل المحرم سنة 504 (ثد) ببغداد ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي إنتهى ما نقلناه من ابن خلكان، وبطلان كلمات الغزالي أظهر من أن يبين نسأل الله التوفيق والاستقامة، وتقدم في ذيل أحوال أبي سفيان ما يتعلق بذلك الهراسي نسبة إلى هراس كسحاب شجر شائك ثمره كالنبق، أو نسبة إلى الهراس كشداد أي متخذ الهريسة.
(إمام الحرمين) أبو المعالي عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن يوسف الجويني الفقيه الشافعي أستاذ الغزالي والكيا وغيرهما في الفقه والأدب والأصولين حكي انه جاور بمكة
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»